المؤسس والمدير العام
الدكتور زيد العيص

فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ

0

يصاب المسلمون في صراعهم مع أعدائهم بآلامٍ وجراحات، هي بمجموعها تضحيات يؤجَرون عليها، ويرجون من الله – تعالى – أن تكون عاقبتها خيرًا عاجلاً في الدنيا، وآجلاً في الآخرة.

 

أما عدوهم، فإنه يألم وإن حاول أن يخفي ألمَه، ويزداد ألمُه؛ لأنه لا يرجو من الله فرجًا، ولا ينتظر مخرجًا؛ قال الله هذا – وقولُه الحق -: ﴿ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ﴾ [النساء: 104].

 

إن خسائر العدو الإسرائيلي في فِلَسْطِين فادحة، وإن حاول أن يخفي بعضها، تساعدُه في ذلك أكثرُ وسائل الإعلام، لكن الأرقام تكذِّب هؤلاء جميعًا، ويأبى الله – تعالى – إلا أن يظهر الحق؛ ليشفي صدور قوم مؤمنين، ومن أجل أن يدرك المرجِفون من بني جلدتنا أن عدونا محدود الإمكانات، وإن بدا لهم غير ذلك، وأن عدونا كذلك جبان، وما الجدار الآمن الذي أحاطت به إسرائيلُ نفسَها إلا دليلٌ صارخ على جبن اليهود، وحرصهم على الحياة، وإلا فأية دولة في العالم كله، تحيط نفسها بجدار يحميها من أشخاص، لا يكادون يملكون شيئًا من الأسلحة؟!

 

تصدر الجهات المعنية فيما يسمى بإسرائيل تقاريرَ تتضمن الوضع السياسي والاقتصادي والأمني، تكشف بمجموعها عن حجم الكارثة التي يمرُّ بها اليهود في فلسطين، وخير دليل على هذا الأرقام التي تضمنتها هذه التقارير الصادرة عن اليهود أنفسهم:

• أكدت مصادر رسمية إسرائيلية أنه قتل وجرح 11370 إسرائيليًّا، منذ بداية انتفاضة الأقصى.

 

• ذكرت المصادر الإسرائيلية أنه كان يحرس المدنَ والشوارع الإسرائيلية، فيما يسمى بعيد الفصح عند اليهود – نصفُ مليون رجل أمن، يضاف إليهم مليون مدني إسرائيلي، كانوا يحملون أسلحتهم في ذلك اليوم.

 

• يعاني نصف مليون إسرائيلي صدماتٍ نفسية؛ بسبب أعمال المقاومة، وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن 25 % من المجنَّدين اليهود يعانون مشاكلَ نفسيةً.

 

• ذكر التقرير السنوي عن المصرف المركزي اليهودي: أن خسائر الاقتصاد الإسرائيلي بسبب الانتفاضة بلغت حوالي 8,5 مليار دولار، وهذا لا يشمل التكلفة العسكرية والأمنية، التي تقدر بمليارات الدولارات.

 

• كشف رئيس اتحاد أرباب الصناعة الإسرائيلي النقابَ عن أن (36) ألف مصلحة تجارية صغيرة ومتوسطة أُغلقت خلال عام (2003)، وتوقع أن يشهد عام (2004) إغلاق 40 ألف مصلحة أخرى.

 

• ذكر مدير مؤسسة التأمين الإسرائيلية أن خُمس الشعب الإسرائيلي يعيش تحت خط الفقر، وسوف يرتفع العدد إن استمرت انتفاضة الأقصى، وأنه يوجد في إسرائيل 600 ألف طفل فقير، وأن 51 % من الأزواج اليهود يرفضون الإنجاب؛ خوفًا من الفقر.

 

• دلت التقارير الصادرة عن المؤسسات الإسرائيلية على ارتفاع ظاهرة الانتحار بين اليهود، وارتفاعها أيضًا بين أفراد الجيش الإسرائيلي، الذي ينشر القتل والخراب في الضفة والقطاع، وارتفاع عدد مدمني المخدرات، وارتفاع نسبة الجرائم، وارتفاع حوادث السيارات؛ كل ذلك بسبب استمرار انتفاضة الأقصى؛ وصدق الله العظيم: ﴿ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ ﴾.

أ.د.زيد بن عمر العيص

اترك ردّاً

لن يتم عرض بريدك الإلكتروني